الجن والسحر والشيطان
استكشف مجموعة متنوعة من الدروس والمحاضرات والفتاوى للشيخ النابلسي وعلماء الشام، تغطي مواضيع الفقه والعقيدة.
5/8/20241 min read


المشعوذون والسحرة
المشعوذون يدّعون أنهم يعالجون الناس من خلال استخدام القرآن، ولكن الحقيقة أنهم يعتمدون على الشيطان لإضلالهم. أحد المشعوذين في دارفور، بعد أن تاب إلى الله، اعترف بماضيه كدجال ومشعوذ. في اعترافاته، أشار إلى أنه كان يستخدم الجن في ممارسات الشعوذة والاحتيال على الناس. وقد أكد أن هؤلاء المشعوذين يزعمون أنهم يعالجون الناس بالقرآن، لكن هذا ليس سوى افتراء، حيث إنهم يستعينون بالشيطان الذي يجبرهم على ارتكاب أفعال منكرة، مثل تدنيس القرآن.
في بعض الأحيان، يقوم هؤلاء المشعوذون بكتابة آيات من القرآن باستخدام دم الحيض أو البول، بالقرب من عورة الإنسان، حتى يسمح لهم الشيطان بالاستمرار في إضلال الناس. كما أنهم يرتكبون العديد من المحرمات، مثل ترك الصلاة والصيام، والقيام بأعمال الزنا. وقد أشار الشخص إلى أن الكثير من هؤلاء المشعوذين يقضون شهورًا دون أن يصلوا أو يقوموا بأي عبادة، بل إنهم ينغمسون في الفجور مع كل من يطلب مساعدتهم.
هذه الوقائع توضح كيف يتاجر هؤلاء المشعوذون بالدين ويستغلون بساطة الناس وسذاجتهم. على سبيل المثال، قد يزعم الزوج أنه سيتزوج بامرأة أخرى مما يدفع زوجته للذهاب إلى شيخ دجال لعله يقدم لها حجابًا ينجيها من هذا الأمر. يروي هذا الشخص تجربته مع مشعوذ كبير يمتلك ثروة طائلة، حيث استغل الناس في ممارسة الشعوذة، وقد تعلم هذا المشعوذ أعمال السحر في غرب إفريقيا، تحديدًا في الكاميرون وتشاد.
بالإضافة إلى ذلك، يشير الشخص إلى أن معظم زبائن هذا الدجال هم من تجار المخدرات، الذين يطلبون منه كتابة أحجبة تمنع السلطات من اكتشاف المخدرات، كالهيروين والكوكايين. كما أن الزوجات أو الضرائر يطلبن منه كتابة حجاب، على أمل أن يظل الزوج محبًا لزوجته، في الوقت الذي يمكن فيه للزوجة أن تضمن حب زوجها من خلال اتباع السنة النبوية.
يذكر الشخص أيضًا أنه قرأ كتابًا لأحد مديري السجون، الذي تناول فيه ثلاثًا وستين جريمة، وذكر أن كل جريمة تخللتها مخالفة شرعية جعلت مرتكبها مجرمًا. فكل معصية تحدث في المجتمع هي نتيجة للجهل، والجهل هو العدو الأكبر للإنسان. لذا، فإن أكثر المستفيدين من هؤلاء المشعوذين هم تجار المخدرات وزوجات يخشين من أن يتزوج أزواجهن عليهن.
الكتاب الذي قرأه يؤكد أن هناك مشعوذات أيضًا، ويشير إلى أن هؤلاء النسوة يطلبن مبالغ طائلة مقابل كتابة أحجبة وتمتمات وكلمات غير مفهومة. ومع ذلك، فإن الحل الحقيقي في تعزيز العلاقة الزوجية يكمن في الأفعال الجيدة، مثل المعاملة الحسنة والطاعة، وليس في السحر أو الشعوذة.
تؤكد التجارب التي يشير إليها الشخص أن نجاح العلاقات الزوجية يعتمد على كيفية تعامل الزوجة مع زوجها، وعلى سلوكها وأخلاقها. فالسحر ليس هو ما يجعل الحب ينمو، بل هو السلوك الحسن والاحترام المتبادل.
المشعوذون، سواء كانوا رجالًا أو نساءً، يستغلون الناس ويقومون بكتابة أحجبة وتمتمات غير مفهومة، لكن الواقع يؤكد أن السعادة الحقيقية تقوم على أسس سليمة من الأخلاق والمعاملة الطيبة. إن التوجه إلى الله واتباع تعاليم الدين الصحيح هو السبيل الحقيقي للنجاح في الحياة والعلاقات.
في النهاية، يجب على الناس أن يكونوا واعين لما يحيط بهم وأن يتجنبوا الوقوع في فخاخ هؤلاء المشعوذين الذين يسعون لاستغلال سذاجتهم. فالعلم والمعرفة هما سلاح الإنسان ضد الجهل، ومن خلالهما يمكن تحصين النفس والمجتمع من هذه الممارسات الضالة.
السحر لا علاقة له بالدين ولا بالقرآن
أشعر بضرورة التحدث بصراحة حول هذه القضية المهمة، لاسيما وأن هناك دجلاً كبيراً يتزايد في مجتمعاتنا. يجب أن يكون هذا الحديث في متناول كل المسلمين، لأن هناك دجلاً لا يُصدق، حيث أتلقى في كل أسبوع تقريباً شكاوى من أشخاص تعرضوا للخداع من قبل دجالين ومشعوذين، يتظاهرون بأن لديهم صلاحيات دينية بينما هم يقترفون الكبائر. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "لست بالخبّ، ولا الخبّ يخدعني". يجب على المؤمن أن يكون واعياً ولا يخدع ولا يُخدع.
إن السحر لا يمت بصلة إلى الدين أو القرآن. أحد هؤلاء الدجالين اعترف بأنه تعلم فنون السحر من شيخ هندي على الحدود بين تشاد ونيجيريا. هؤلاء الدجالون يستخدمون أسماء غريبة يدعون أنها سريانية، لكن في الواقع، هي أسماء تخص الجن الذين يتعاملون معهم. يتظاهر هؤلاء بأنهم في حضرة الله، وهذا هو الدجل الذي انتشر بين المسلمين.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم شيئين، إن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنة رسوله" (رواه الحاكم). الحقيقة واضحة، ما يتوافق مع القرآن هو الصحيح، وما يتعارض مع القرآن هو الجهل والخطأ. هناك ذعر متزايد بين الناس بسبب اعتقادهم أن شخصاً ما قد سحرهم، ولكن الله عز وجل يقول:
﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾
[سورة البقرة: 102\]
إذا كان الإنسان غافلاً عن الله وغارقاً في الشهوات، فقد يصيبه سحر الساحر. أنا لا أنكر وجود السحر، حيث يقول الله تعالى:
> ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ\*مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ\*وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ\*وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ \*وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾
[سورة الفلق: 1-5\]
النفاثات في العقد هم السحرة، ومن معاني هذه الآية أن السحرة يسعون لتفريق الأزواج، حيث يوهم الساحر الزوجة بأن زوجها لا يحبها، مما يؤدي إلى بغضها له. يجب أن نكون واعين بأن هذا البغض ليس ناتجاً عن تقصير منها، بل هو نتيجة السحر.
الأحجبة والدجل
الأحجبة التي يقدمها هؤلاء المشعوذون لا معنى لها ولا تنتمي إلى الكتاب أو السنة، بل هي كذب ودجل. في العديد من الحالات، يُطلب من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل أن يزودوا المشعوذ بشعرة أو أظافر أو تراب من مكان معين، وكل ذلك بناءً على تعليمات الشيطان. يُشترط على الشخص كتابة كلمات مقدسة بمكونات نجسة، ثم يدفنها في المقابر أو أماكن معينة.
هذا المشعوذ اعترف بأنه قام بعمل سحر للعديد من الفتيات والأولاد، وأن الأحجبة التي يقدمها لا علاقة لها بالقرآن أو السنة. كما أكد أن هذه الممارسات ليست سوى أوهام وكذب. بعد عودته إلى الله وأعلن توبته، بدأ الشيطان يهدده، وقد فقد ثروته السابقة.
الحلول الحقيقية لمشكلات المسلمين
يجب أن ندرك أن مشكلات المسلمين يمكن حلها من خلال التوبة النصوح وتطبيق منهج الله. على الجميع أن يدركوا أنهم سفراء هذا الدين العظيم. بدلًا من اللجوء إلى المشعوذين، يجب التعامل مع المشاكل الأسرية والاقتصادية من خلال الدين. إذا استقامت الزوجة على أمر الله، فإن زوجها سيحبها، وبدلاً من البحث عن الحلول عند المشعوذين، ينبغي استخدام الشرع والتوجيهات النبوية.
يستغل المشعوذون قلة الوعي لدى الناس، حيث يلجأ الكثيرون إليهم لحل مشاكلهم. قال الله تعالى:
﴿ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾
[سورة الأنبياء: 88]
الله مع المؤمنين بالحفظ والتأييد والنصر. فالذين قالوا "ربنا الله" ثم استقاموا، تتنزل عليهم الملائكة، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
التعامل مع السحرة والمشعوذين
من المهم أن يكون المسلمون واعين لما يحدث حولهم. هناك العديد من الأشخاص الذين يتعاملون مع هؤلاء الدجالين، ويجب أن نكون حذرين من التأثيرات السلبية التي قد تنجم عن ذلك. يُظهر المشعوذون أنفسهم بمظهر ديني، ويستخدمون كلمات تمتمات دينية، لكنهم في الحقيقة يكذبون.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "داووا مرضاكم بالصدقة" (رواه البيهقي). يجب علينا أن نذهب إلى الأطباء ونتبع العلاج المناسب، وبعد ذلك نتصدق، والله هو الشافي. ولحل المشكلات الزوجية، يجب على الزوجة أن تتوب إلى الله وتعمل على تحسين دينها وعبادتها، مما سيؤدي إلى مودة ورحمة بينها وبين زوجها.
خلاصة
إن القرآن هو منهج إلهي مطبق، وليس مجرد مسكنات. على كل إنسان أن يكون حريصًا وواعياً من السحرة والمشعوذين. إن أكثر من يتعامل مع هؤلاء الدجالين هم من الأشخاص الذين لم يطلبوا العلم من منابعه الصحيحة. يجب أن نكون دعاة للحق ونساعد الآخرين على فهم دينهم الصحيح، حتى لا يصبحوا ضحايا لهذه الممارسات الخرافية.
أرجو الله أن يحفظنا جميعاً من هؤلاء الدجالين، وأن يعيننا على اتباع الكتاب والسنة، وأن يرزقنا العلم النافع الذي يحمينا من الخرافات والشعوذات.


الشياطين والقرناء: تواصلهم وتبادلهم الأخبار
أيها الأخوة الكرام، نتابع في هذا الدرس الرابع الحديث عن الجن والسحرة والمشعوذين، وهو موضوع في غاية الأهمية، خاصةً في ظل انتشار خرافات واعتقادات لا تستند إلى دليل شرعي. في هذا الدرس، سنركز على حقيقة أن الشياطين والقرناء يتبادلون الأخبار ويتواصلون مع بعضهم البعض.
إن ما بينه الله تعالى في كتابه وسنة نبيه هو أن هناك تواصلًا فعليًا بين عالم الجن وعالم الإنس. فقد جعل الله سبحانه وتعالى لكل إنسان قرينًا من الملائكة وقرينًا من الجن. الملك يلهم الإنسان الخير، بينما الجني يدعوه إلى المعصية ويزين له الشهوات. هذه الثنائية تخلق صراعًا داخليًا في نفس الإنسان، حيث يتوجب عليه أن يختار أي الطريقين يسلك.
الاختيار بين الخير والشر
يعتبر الاختيار بين الإلهام الإيجابي من الملك والوسوسة السلبية من الشيطان من أبرز معالم الصراع الداخلي. الله تعالى قد خلق فطرة الإنسان مبرمجة على الطاعة وكراهية المعصية، وهو ما يتضح من قوله تعالى:
> **﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾*
[ سورة الشمس: 7-8 ]
فالفطرة الإنسانية تميل إلى الخير، لكن التحدي يكمن في كيفية الاستجابة لهذه الفطرة. فالإنسان في حياته اليومية يتعرض لمواقف عديدة تتطلب منه اتخاذ قرارات، مثل: "هل أصلي أم آكل؟" أو "هل أدفع هذا المبلغ صدقة؟". هنا يظهر دور الملك الذي يدعوك إلى الطاعة، بينما يحاول الشيطان صرفك عن ذلك.
قرين الملائكة وقرين الجن
يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:
((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ))
[ مسلم وأحمد \]
هذه الحقيقة تشير إلى أن كل إنسان لديه قرين من الملائكة وقرين من الجن. هذا القرين من الملائكة يدعوك إلى الخير، بينما القرين من الجن يحاول دفعك نحو المعاصي. لذلك، من المهم أن نكون واعين لتلك الوساوس وأن نكون مستعدين لمواجهة الشياطين.
الشياطين وقرناء الجن في الحياة الدنيا
في الواقع، إن الشياطين وقرناء الجن يمكن أن يتواصلوا مع الإنس. فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أراد بعبد شيئًا من الشر، فإنه قد يسلط عليه الجن ليؤثروا عليه. لكن المؤمن المستقيم، الذي يعبد الله ويخافه، يحظى بحماية من الله، حيث لا يستطيع الجن الاقتراب منه. يقول الله تعالى:
> ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴾
[ سورة الحجر: 42 \]
العقوبة بسبب المعصية
عندما ينغمس الإنسان في المعاصي ويبتعد عن الطاعات، فإنه يتعرض لعقوبة من الله تتمثل في مس من الشيطان. هنا يتدخل الشيطان ليؤجج الفتن والنزاعات بين الناس، ويجعلهم في حالة من عدم الاستقرار.
الصراع بين الخير والشر
يجب على الإنسان أن يتذكر أن كل يوم يواجه فيه وساوس من الملك تدعوه إلى الخير، ووساوس من الشيطان تشجعه على المعصية. إن هذه الوساوس تتكرر بشكل مستمر في حياتنا، مما يستوجب منا الوعي والانتباه.
لذلك، يجب أن نسعى جاهدين للاستجابة لإلهام الملك والتقرب إلى الله، والابتعاد عن وساوس الشيطان. إن الاستجابة للخيرات وتجنب المعاصي هو السبيل لتحقيق السعادة ورضا الله.
الخلاصة
إن التواصل بين الجن والإنس هو واقع يجب أن نفهمه ونكون واعين له. علينا جميعًا أن نكون حذرين من تلك الوساوس وأن نسعى دائمًا للاستجابة لنداء الخير. إن هذه الدروس ليست فقط من أجلنا، بل من أجل من حولنا أيضًا، لنساعدهم على فهم هذه الحقائق والتعامل معها بشكل صحيح.
فلنكن دائمًا حذرين وواعين، ولنحرص على تعزيز إيماننا وتقوية علاقتنا بالله تعالى، حتى نكون دائمًا في مأمن من وساوس الشياطين.


ذكر الله وتلاوة القرآن والاستعاذة بالله: أسلحة فتاكة للمؤمنين
أيها الأخوة الكرام، في هذه القاعدة الرابعة، نتحدث عن قوة الوحي كأداة فتاكة لا يمكن أن تصمد أمامها السحرة والمشعوذون ومن مسهم الشيطان. إنهم لا يستطيعون مواجهة القرآن الكريم، الذي هو سلاح فتاك يمنح المؤمنين القدرة على التغلب على كل ما تثيره الشياطين من وساوس ومشكلات. فتذكر الله عز وجل وتلاوة القرآن بقلب حاضر يحقق شفاءً للأبدان، ويُعتبر حصنًا للمؤمنين من الشيطان.
القوة الكامنة في القرآن
إن القلوب التي تذكر الله وتقرأ القرآن هي قلوب محصنة، ولا يصمد السحرة أمام سماع هذا الوحي. لقد سمعت قصة عن رجل من أقاربي الذي زار ساحرًا من الهند، كان يدعي معرفة خفايا الأمور. لكن هذا الرجل دخل إلى الساحر بعد أن أضمر في قلبه الله ورسوله وقرأ القرآن. وعندما خرج، لم يكن لدى الساحر أي فكرة عما أضمره. لقد منع القرآن الشيطان من معرفة ما يدور في ذهنه.
### كلمات سيدنا علي عن القرآن
قال سيدنا علي كرم الله وجهه: "كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل. من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله". هذه الكلمات تعكس عظمة القرآن ووجوب التمسك به كمرجع أساسي في حياتنا.
تأثير القرآن على الجبال
يقول الله تعالى في سورة الحشر:
> ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾
[ سورة الحشر: 21 \]
توضح هذه الآية عظمة القرآن وتأثيره. حتى الجبال، وهي من أقوى المخلوقات، تتصدع من خشية الله. فكيف يمكن للإنسان، الذي هو أضعف من الصخور، أن يتجاهل هذا الوحي العظيم؟
تجربة علمية تثبت تأثير القرآن
في دراسة علمية أجريت في إحدى الجامعات العربية، تم زرع حبات قمح في أربعة بيوت بلاستيكية، وتم تلاوة القرآن على أحدها. بعد عدة أشهر، أظهرت النتائج أن البيت الذي تلي فيه القرآن حقق نموًا أكبر بنسبة 33% مقارنة بالبيوت الأخرى، مما يدل على تأثير القرآن الإيجابي حتى على النباتات.
أهمية الاستعاذة بالله
الاستعاذة بالله وتلاوة المعوذتين وآية الكرسي هي من أقوى الأسلحة التي يمكن أن يستخدمها المؤمن. فكلما استشعر الإنسان خطرًا أو وسوسة، يجب عليه أن يلجأ إلى الله ويقرأ هذه الآيات.
العلاج بالوحي
العلاج بالوحي هو أفضل أنواع العلاج لمن مسه الجن. لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم سورة البقرة بأنها سورة لا تستطيع البطلة (السحرة) تحملها، وأنها شفاء وبركة. فقد ورد عن أبي أمامة الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ))
[ مسلم وأحمد \]
أهمية التمسك بالقرآن
إذا كان هناك شخص يعاني من مس الشيطان، فعليه بتلاوة القرآن بقلب حاضر وخاشع، وخاصة سورة البقرة وآل عمران. هذه هي الطريقة الوحيدة للعلاج.
حاجة الناس لحماية من السحرة
إن الناس في حاجة ماسة لهذه الموضوعات، حيث يواجه الكثيرون مشاكل مع الجن والسحرة. فبدلاً من اللجوء إلى المشعوذين، يجب عليهم الرجوع إلى القرآن والاستعانة بالله.
الخلاصة
لا بد أن نؤكد أن القرآن هو السلاح الفتاك الذي يحمينا من وساوس الشياطين. يجب علينا أن نتمسك بهذا السلاح، وأن نقرأ القرآن بقلوبنا وعقولنا، ونستعين بالله في كل أمورنا، لنكون دائمًا في حصن حصين. فالله عز وجل هو الحامي، والقرآن هو الدليل والشفاء.


